تجمّع الجمال والخير: أفضل أنواع الأشجار للزراعة في التربة السعودية الخصبة

26 أغسطس 2023
القسم الثقافي
تجمّع الجمال والخير: أفضل أنواع الأشجار للزراعة في التربة السعودية الخصبة

تتميّز المملكة العربية السعودية بتنوع طبيعتها وتضاريسها المختلفة، وهذا يعني وجود تحديات فريدة عند اختيار الأشجار المناسبة للزراعة فيها. تلك الأشجار التي تتكيف مع مناخها القاسي وتربتها، لا تقدم فقط جمالًا طبيعيًا ولكن أيضًا تسهم في الحفاظ على التوازن البيئي وتحسين جودة الهواء والبيئة بشكل عام.

في هذه المقالة سوف نتحدث عن أبرز التحديات والشروط البيئية للزراعة في السعودية وكيف تم التغلب على هذه التحديات في مشروع السعودية الخضراء مع ذكر أبرز أنواع الأشجار المناسبة للزراعة في السعودية



التحديات والشروط البيئية في الزراعة الشجرية في السعودية

إن مناخ المملكة السعودية الذي يتميز بالصحراء الحارة والجفاف الشديد يشكل تحدياً لزراعة الأشجار. ومع ذلك، يظهر لنا التاريخ والتجربة الزراعية أن هناك مجموعة متنوعة من الأشجار تتمتع بقدرة فائقة على التكيف مع تلك البيئة القاسية، وتعيش لتروي عطش الأرض وتضفي جمالية فريدة على المشهد الطبيعي.

ومن أبرز التحديات والشروط البيئية التي تؤثر على زراعة الأشجار في السعودية:

  • المناخ الصحراوي: تعد درجات الحرارة العالية والجفاف من أبرز التحديات في الزراعة الشجرية. الأشجار التي تنمو في هذا المناخ يجب أن تكون قادرة على تحمل درجات الحرارة المرتفعة وقلة الأمطار.
  • ندرة الأمطار: تعتبر ندرة هطول الأمطار وعدم انتظامها تحدياً كبيراً لنجاح زراعة الأشجار. الأشجار التي تحتاج إلى كميات كبيرة من الماء قد تواجه صعوبة في الاستمرار في النمو.
  • التربة: تتفاوت التربة في السعودية من منطقة إلى أخرى. تربة الصحراء غالبًا ما تكون قاعدية وفقيرة بالمواد العضوية. لذلك، الأشجار التي تنمو في هذه التربة يجب أن تكون ملائمة لهذه الظروف.
  • الملوحة: تعاني بعض مناطق السعودية من مشكلة الملوحة في التربة. الأشجار التي تحتاج إلى تربة خالية من الملوحة قد تواجه صعوبة في الاستقرار والنمو.
  • الرياح القوية: تعد الرياح القوية والعواصف الترابية عوامل تؤثر سلباً على نمو الأشجار، وتزيد من تبخر الماء من التربة.
  • التصحر: تزداد مشكلة التصحر في بعض المناطق السعودية، مما يزيد من صعوبة زراعة أشجار جديدة والحفاظ على النمو الصحيح للأشجار القائمة.
  • التعرية الأرضية: تتسبب العوامل المختلفة مثل الرياح وقلة الأمطار في تعرية الأرض، مما يؤدي إلى تآكل التربة وتقليل قدرتها على دعم نمو الأشجار.


مشروع السعودية الخضراء:

تسعى المملكة العربية السعودية دائمًا إلى تحقيق تطلعاتها نحو مستقبل مستدام وبيئة صحية وجميلة. واحترامًا لهذه الرؤية، تمضي السعودية قدمًا في تنفيذ مشروع مهم وطموح يهدف إلى تحويل أراضيها إلى واحات خضراء تعزز من جمال البيئة وتعزز من جودة الحياة للمواطنين والمقيمين على حدٍ سواء.

مشروع السعودية الخضراء هو مبادرة ضخمة تهدف إلى زيادة المساحات الخضراء والمساحات المشجرة سبعة أحياء حول مدينة الرياض. يهدف المشروع إلى تحويل الرياض إلى مدينة أكثر خضرة وبرودة، بهدف تحسين جودة حياة سكان المدينة وتحويلها إلى وجهة عالمية جذابة وتحسين جودة الهواء والتربة، وزيادة التنوع البيولوجي، وتوفير مساحات للاستجمام والترفيه، وتعزيز الوعي بأهمية البيئة والحفاظ عليها.

أهداف المشروع:

التشجير والزراعة حيث يهدف المشروع زراعة حوالي 7.5 مليون شجرة بحلول عام 2030، وإنشاء شبكات ري جديدة باستخدام المياه المعاد تدويرها.

خفض درجات الحرارة في المدينة وتحسين جودة الهواء من خلال قطع نسبة من ثاني أكسيد الكربون وزيادة محتوى الأكسجين وتقليل الغبار والتلوث في الجو.

زراعة الأشجار في مساحات مختلفة مثل الملاعب والمنشآت الرياضية والطرق والأحياء.


أنواع الأشجار المناسبة للزراعة في السعودية

هناك العديد من أنواع الأشجار التي تتناسب مع ظروف البيئة في السعودية، وتستطيع النمو والازدهار في التربة القاحلة والمناخ الجاف. إليك بعض الأنواع المناسبة للزراعة في السعودية:


النخل الملوكي أو النخل الرخامي (Roystonea regia): يُعتبر النخيل من أبرز الأشجار المناسبة للزراعة في السعودية كما تعتبر هذه النخلة من أجمل أشجار الزينة. تمتاز بقدرته على تحمل درجات الحرارة العالية والجفاف، ويعتبر مصدرًا مهمًا للتمور والفوائد البيئية.




الأكاسيا (Acacia spp.): لها أنواع عديدة مثل طلح الضبة العسلي وأكاسيا ساليجنا وطلح النجدي وغيرها، هذه الأشجار مقاومة للظروف القاسية وتعتبر مهمة في تحسين نوعية التربة. تُستخدم الأكاسيا أيضًا في التحسين البيئي ومكافحة التصحر.

كما أن الأكاسيا من الأشجار التي تم اختيارها للزراعة في مشروع السعودية الخضراء فهي تقدم ظلًا جيدًا وتعزز من تحسين جودة الهواء.


طلح الضبة العسلي



السدر (Rhamnus spina-christi): السدر شجرة مثمرة عاسلة من أكثر الاشجار تغذية للنحل، يحرص عليها النحالة لسهولة زراعتها وكثرة فوائدها ينمو السدر في التربة الرملية والجافة، ويتميز بقيمته الغذائية والطبية. يعتبر محاصيل وأوراقه مفيدة من الناحية الاقتصادية والبيئية.




التوت الاسود (Aronia Melanocarpa ): شجرة قوية التحمل وتتكيف مع أجواء زراعتها بسهولة ولا تحتاج إلى عناية كبيرة.


تجدر الإشارة إلى أن هذه القائمة ليست شاملة، وهناك المزيد من الأشجار والنباتات المناسبة للزراعة في السعودية. يفضل دائمًا استشارة الجهات المختصة أو المزارعين المحليين لاختيار الأنواع الأفضل للزراعة في منطقتك المحددة.




الفوائد البيئية والاقتصادية لزراعة تلك الأشجار

زراعة الأشجار في السعودية تحمل مجموعة من الفوائد البيئية والاقتصادية المهمة، وهذه بعضها:


الفوائد البيئية:

· الحفاظ على التنوع البيولوجي

· الأشجار تقوم بامتصاص ثاني أكسيد الكربون من الهواء وتحويله إلى أكسجين خلال عملية التمثيل الضوئي.

· تساهم الأشجار في الحفاظ على مستويات التربة المائية وتقليل معدلات التصحر.

· جذور الأشجار تساعد في تثبيت التربة ومنع تعرية الأرض، مما يحمي من تآكل التربة وتدهور جودتها.


الفوائد الاقتصادية:

· زراعة الأشجار يساهم في تنمية الاقتصاد المحلي من خلال خلق فرص عمل في مجالات مثل الزراعة والصناعات الريفية المرتبطة بالمحاصيل المحلية.

· بعض الأشجار تعطي محاصيل ذات قيمة اقتصادية مثل التمور والفواكه. هذه المنتجات يمكن أن تكون مصدر دخل للمزارعين والمجتمع المحلي.

· المناظر الطبيعية والأشجار الجميلة قد تجذب السياح وتسهم في تطوير السياحة البيئية والاستدامة.

· زراعة الأشجار تسهم في تحقيق الاستدامة الاقتصادية من خلال توفير مصادر دخل متجددة على المدى الطويل.


باختصار، زراعة الأشجار في السعودية لها تأثيرات إيجابية كبيرة على البيئة والاقتصاد، وهي تمثل جزءًا هامًا من جهود المحافظة على التوازن البيئي وتحسين جودة الحياة في المناطق الصحراوية.